الجمعة، 19 يوليو 2013

قصر الحمراء .. روعة الحضارة الإسلامية في الأندلس


قصر الحمراء واحدٌ من أروع القصور في تاريخ العمارة الإسلامية، ومن أعظم وأروع الآثار الأندلسية الباقية، كما أنه يعتبر من أبدع الآثار الإسلامية حتى اليوم بما حواه من بدائع الصنع والفن، وقد زيّن صنّاع غرناطة المهرة القصر بأبدع نماذج لا تستطيع البشرية الإتيان بمثله.

قصر الحمراء
قصر الحمراء جزءٌ من معالم مدينة غرناطة الأثرية الواقعة على بعد 267 ميلاً جنوب مدينة مدريد، فبعد أن استوطن بنو الأحمر بغرناطة أخذوا يبحثون عن مكان مناسب يوفر لهم القوة والمنعة، فاستقر بهم المطاف عند موقع الحمراء في الشمال الشرقي من غرناطة، وفي هذا المكان المرتفع وُضع أساس حصنهم الجديد "قصبة الحمراء"، واتخذ بنو الأحمر من هذا القصر مركزًا لملكهم، وأنشئوا فيه عددًا من الأبراج المنيعة، وأقاموا سورًا ضخمًا يمتد حتى مستوى الهضبة.

سبب التسمية (قصر الحمراء)
ومن المرجح أن سبب تسمية الحمراء هو لون حجارتها الضارب للحمرة، والحمراء عبارة عن مجموعة أبنية محاطة بأسوار تقع على ربوة عالية تسمى السبيكة، في الجانب الشمالي الشرقي من مدينة غرناطة.
وهذه الأبنية على ثلاثة أقسام: القسم العسكري؛ ويقع شمال شرقي القصر، وهو عبارة عن قلعة تحرس الحمراء ولها برجان عظيمان، ثم القصر الملكي في الوسط، ثم الحمراء العليا المخصصة للخدم.
يتحدث القصر عن  مملكة غرناطة، وملوكها، وحضارتها، وآثارها، وجهادها دفاعًا عن استقلالها، حينما غدت آخر معاقل العرب والمسلمين في شبه جزيرة إيبرية، وبعد أن تلألأت حضارتها نحو مائتي سنة، انطفأت مشاعلها وظهرت مبانيها دون حياة.
لم يكن قصر الحمراء سوى جزء من مدينة الحمراء أو "قصبة الحمراء"، التي تشمل قصر الحاكم والقلعة التي تحميه، وكانت مباني دور الوزراء والحاشية تنمو مع الوقت، حتى غدت قاعدة ملكية حصينة(1).

بناء الحمراء
يرجع بناء الحمراء إلى القرن الرابع الهجري -العاشر الميلادي-، وكانت هناك "قلعة الحمراء" فوق الهضبة الواقعة على ضفة نهر حدرّه اليسرى، وعندما تولى زعيم البربر باديس بن حبوس حكم غرناطة، بعد ظهور دول الطوائف في بداية القرن الخامس الهجري، أنشأ سورًا منيعًا حول الهضبة التي قامت عليها "قلعة الحمراء"، وبنى داخل هذا السور قصرًا أو مركز حكومته، وسميت القلعة "القصبة الحمراء"، وصار قصر الحمراء جزءًا منها، وغدت معقل غرناطة الهام.

واتخذ محمد بن الأحمر النصري مركزه في القصبة عام 635هـ/ 1238م، وأنشأ داخل أسوارها قصره الحصين واتخذه قاعدة لملكه، وجلب إليه الماء من نهر حدرّه، وأنشأ حوله عدة أبراج منيعة منها منها البرج الكبير (برج الحراسة)، وبنى حوله سورًا ضخمًا يمتد حتى مستوى الهضبة، وبنى مسكنه الخاص في جهة الجنوب الغربي من الحصن (في المكان نفسه الذي شُّيد عليه قصر الإمبراطور شارلكان)، وسميت القصبة الجديدة باسم "الحمراء" تخليدًا لاسمها القديم من جديد.
وفي أواخر القرن السابع الهجري، أنشأ محمد بن محمد بن الأحمر الغالب بالله -ثاني سلاطين غرناطة- مباني الحصن الجديد والقصر الملكي.

ثم أنشأ ولده محمد في جوار القصر مسجدًا قامت محلّه فيما بعد كنيسة سانتاماريا.
ثم جاء السلطان أبو الوليد إسماعيل فزاد في القصر واهتم بجماله، وتدين الحمراء بفخامتها وجمالها المعماري والفني إلى ولده السلطان يوسف أبي الحجاج، الذي كان ملكًا شاعرًا وفنانًا موهوبًا، بنى معظم الأجنحة والأبهاء الملكية، وأغدق عليها من روائع الفن والزخارف، وبنى باب الشريعة المدخل الرئيسي حاليًّا للحمراء.

تقع مدينة (الحمراء) فوق هضبة مرتفعة يتراوح طولها بين 736م و740م، وعرضها نحو 200م، يحيط بها سور ضخم بقيت منه أجزاء كبيرة، وللسّور أبراج وأبواب عدة مازال معظمها حتى اليوم(2).


الأبراج الباقية من قصر الحمراء:
ومن أهم الأبراج الباقية من قصر الحمراء:
-
برج قُمارش Torre de Comares فوق قاعة السفراء.
-
برج المتزين Torre de Peinador.
-
برج العقائل Torre de Las Damas.
-
برج الآكام Torre de los Picos.
-
برج الأسيرة Torre de La Cautiva.
-
برج الأميرات Torre de Las Infantas.

والجدير بالذكر أن هذه الأبراج تقع في شمال الهضبة، وتطلّ على مدينة غرناطة الجميلة والمرج، وهناك برج الماء Torre del Agua في الطرف الشرقي من الهضبة، وبرج الرؤوس Torre de Las Cabezas في جنوب الهضبة، والجدير بالذكر أن معظم هذه الأسماء هي من وضع الإسبان.

الأبواب الباقية من قصر الحمراء:
وأهم الأبواب الباقية من قصر الحمراء هي:
-
باب الغدور Puerta de Las Pozas.
-
باب الطّباق السبع Puerta de Siete Suelos، وهناك برج بهذا الاسم، وقيل أنَّ أبا عبد الله الصغير استقبل الإسبان يوم التسليم في هذا المكان.
-
باب الشريعة المدخل الرئيسي حاليًّا للحمراء.
-
باب السّلاح Puerta de Las Armas في شمال القصبة قرب برج الحراسة.
-
باب الشراب داخل الأسوار.

وفي الطرف الغربي من الهضبة تقع بعد القصبة قلعة قديمة اسمها حصن الأبراج الحمراءCastillo de Torres Bermejas.
يتميز موقع هضبة الحمراء بجمال الطبيعة، ويطلّ من جهة الشمال والغرب على مدينة غرناطة وبرجها البديع، كما يشرف من جهة الشرق والجنوب على آكام (جبال سييرا نيفادا Sierra Nevada)، المعروفة عند العرب باسم جبل شُيلّر أو (جبل الثلج)، وهي قريبة إلى أحياء المدينة في الجهة الشمالية الغربية، وتشرف على مجرى نهر حدرّة وعلى حي البيّازين (البائسين)(3).

باب الشريعة من أبواب قصر الحمراء
يعتبر باب الشريعة المدخل الرئيسي لقصر الحمراء اليوم، وقد نقش على قوسه سطران كتب فيهما بخط أندلسي متشابك العبارات التالية: "أمر ببناء هذا الباب، المسمى باب الشريعة، أسعد الله به شريعة الإسلام، كما جعله فخرًا باقيًا على الأيام، مولانا أمير المسلمين، السلطان المجاهد العادل أبو الحجاج يوسف، ابن مولانا السلطان المجاهد المقدس، أبي الوليد بن نصر، كافي الله في الإسلام صنائعه الزاكية، وتقبل أعماله الجهادية، فتيسر ذلك في شهر المولد العظيم من عام تسعة وأربعين وسبعمائة، جعله الله عزة وافية وكتبة في الأعمال الصالحة الباقية".

ويقابل هذا التاريخ 749هـ سنة 1348م، والسلطان يوسف أبو الحجاج هو أعظم سلاطين مملكة غرناطة، وقد حكم في الفترة (1333-1354م)، وقد شيد أجمل وأفخم أجنحة الحمراء، ووراء باب الشريعة مجاز معقود يوجد فيه محراب من الناحية اليمنى وفي نهايته مصلَّى وقد صنعت به لوحة رخامية أشير فيها إلى حصار غرناطة وتسليمها لفرديناند وإيزابيلا عام 1492م.
إن معظم مباني الحمراء القائمة اليوم يرجع الفضل في إنشائها إلى السلطان أبي الحجاج يوسف بن أبي الوليد إسماعيل، سابع ملوك العرب من بني نصر، ويعود الفضل إليه أيضًا في تشييد باب الشريعة المؤدي إلى الشارع، ومنه نعبر إلى ساحة الجب (صهريج المياه)، وباب الشريعة بوابة يتمثل فيها النمط المعماري العربي، ويرتفع قرابة خمسة عشر مترًا، يؤدي إلى وسط مباني الحمراء، إلى الميدان الواقع بين القسم العسكري من مبانيها -أي الأبراج- والقسم المدني، والتي تتضمن الدور والحدائق ودوائر الدولة ومؤسساتها.
يدخل الزائرون اليوم إلى قصور الحمراء عن طريق ممر يشبه المنزل، يؤدي إلى دهليز قصير ومعه نصل إلى قاعة المشور، وإن هذا الجزء –المدخل- لم يكن أهل غرناطة يدخلون منه؛ ذلك لأن القاعة التي تعرف الآن بقاعة المشور كانت وسط سلسلة من القاعات والأبهاء، وقد تهدم أغلبها، فكان سكان غرناطة يدخلون من باب آخر في نهاية ساحة الجب (4).

مباني قصر الحمراء
ويمكن أن نقسم مباني قصر الحمراء إلى جناحين كبيرين هما:
-
جناح قمارش: يضم قاعة السفراء، وبرج قمارش الذي يعلوه.
-
جناح الأُسود: يتوسطه فناء الأسود.

فناء الريحان الكبير
فناء الريحان الكبير: تتقدمه ساحة البركة  Patio de Alberca، أو "فناء الريحان" الكبير المستطيل الشكل، تتوسطه بركة المياه وتظللها أشجار الريحان الجميلة.

ونقشت في زوايا فناء الريحان عبارة: "النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا أبي عبد الله أمير المؤمنين..." والآية الكريمة {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ[آل عمران: 126].

وفي النهاية الجنوبية لهذا البهو باب عربي ضخم، هدمت المباني التي كانت وراءه، ولم يبق منها سوى أطلال، وتوجد في هذه الأطلال بعض النقوش مثل "لا غالب إلا الله"، "عزّ لمولانا السلطان أبي عبد الله الغني بالله"، وربما كانت هذه الأطلال بقية الجناح الخاص الذي هدمه شارلكان ليقيم مبنى قصره في جوار الحمراء.
ويؤدي باب فناء الريحان الشمالي إلى بهو صغير اسمه "بهو البركة".


بهو السفراء
يؤدي البهو الذي يَلِي فناء الريحان من الجهة الشمالية إلى بهو السفراء أو بهو قمارش، الذي يُعدّ أضخم أبهاء الحمراء سعةً، أضف إلى ذلك ارتفاع قبته الذي يصل إلى 23م، ولهذا البهو شكل مستطيل أبعاده 18 × 11م، وفيه كان يعقد مجلس العرش، ويعلو بهو السفراء برج قمارش المستطيل.

بدأ السلطان أبو الوليد إسماعيل إنشاء قصر قمارش في بداية القرن الثامن الهجري، ثم أكمله من بعده ولده يوسف أبو الحجاج الذي أنشأ برج قمارش وبهوه، كما أنشأ جناح الحمامات السفلي القريب منه، ثم أنشأ ولده محمد الغني بالله بهو البركة، وأنشأ قصر السباع، وتعد زخارف قبته أجمل ما في بهو قمارش.


فناء السّرو
يؤدي بهو البركة من جهة اليمين إلى باحة السرو، وإلى جانبها الحمامات الملكية، وأول ما يلفت النظر غرفة فسيحة زخارفها متعددة الألوان مع بروز اللون الذهبي ثم الأزرق والأخضر والأحمر وفي وسطها نافورة ماء صغيرة، وتعرف باسم غرفة الانتظار، أما الحمامات فتغمرها الأنوار الداخلة عبر كوات بشكل ثريات وأرضها مرصوفة بالرخام الأبيض، ومن الحمام يتم الدخول إلى غرفة الامتشاط والاستراحة، التي تكثر فيها الرسوم الغريبة عن الفن الإسلامي، ويتخلل الحمامات أبهاء صغيرة.

قاعة الأختين
تقع في شرق بهو البركة، عُرفت هذه القاعة بهذا الاسم لأن أرضها تحتوي على قطعتين من الرخام متساويتين وضخمتين.

بهو الأسود
تؤدي قاعة الأختين من بابها الجنوبي إلى بهو الأسود أشهر أجنحة قصر الحمراء، قام بإنشاء هذا الجناح السلطان محمد الغني بالله (755هـ/1354-793هـ/1391م)؛ حيث إنه بهو مستطيل الشكل أبعاده 35م × 2م، تحيط به من الجهات الأربع أروقة ذات عقود، يحملها 124 عمودًا من الرخام الأبيض صغيرة الحجم، ولكنها كثيرة الجمال والرشاقة وعليها أربع قباب مضلّعة، في وسط البهو نافورة الأسود الجميلة، وعلى حوضها المرمري المستدير إثنا عشر أسدًا من الرخام الجميل، تخرج المياه من أفواهها بحسب ساعات النهار والليل، وقد تعطلت مخارج المياه في هذه البركة؛ حيث حاول الفرنجة التعرف على سر انتظام تدفق المياه بالشكل الزمني الذي كانت عليه، ومن الجدير بالذكر أن الحضارة الإسلامية استخدمت الفوارات في زخرفة الحدائق العامة والخاصة، وقد وصلت براعة المهندسين المسلمين في القرن الرابع الهجري- العاشر الميلادي حدًّا كبيرًا في صنع أشكال مختلفة من الفوارات يفور منها الماء كهيئة السوسنة، ويتم تغييرها حسب الحاجة ليفور الماء كهيئة الترس وفي أوقات زمنية محددة، ولقد وصلت تقنية الفوارات قمتها في الأندلس؛ حيث تنافس المهندسون الأندلسيون في تزيين حدائق وقصور الخلفاء والأمراء، وتمثل فوارات قصر الحمراء وجنة العريف نموذجًا متطورًا لما وصلت إليه إبداعات المسلمين في ذلك الوقت.



قاعة بني سراج
في منتصف الناحية الجنوبية من بهو الأسود مدخل قاعة بني سراج الغرناطيين، الذين كان لهم دور كبير في الأحداث الأخيرة، ولهذه القاعة شكل مستطيل أبعاده (12م × 8م)، فرشت أرضها بالرخام، وتعلوها قبة عالية في جوانبها نوافذ يتسرب منها النور، وفي وسط القاعة حوض نافورة مستديرة من الرخام.

قاعة الملوك (أو قاعة العدل)
في جهة شرق بهو الأسود مدخل قاعة الملوك،. زين سقف الحنية الوسطى بصور عشرة من ملوك غرناطة تعلوهم العمائم، تعبر ملامحهم عن الوقار والكبرياء، أولهم محمد الغني بالله، وآخرهم السلطان أبو الحسن والد أبي عبد الله، وهناك صور فرسان ومشاهد صيد.

منظرة اللندراخا
في جهة شمال بهو الأسود وقاعة الأختين بهو منظرة اللندراخا، وذهب بعضهم في تفسير هذا اللفظ بأنه محّرف لثلاث كلمات عربية (عين دار عائشة)، والجدير بالذكر أن عائشة كانت إحدى ملكات غرناطة في القرن الرابع عشر الميلادي، وأن لفظ (عين) يفيد (نافذة)، وتتألف هذه القاعة من بهو صغير مضلّع.

مُتَزَيَّن الملكة 
جناح علوي صغير في نهاية الطرف الشمالي للحمراء، تحت (برج المتزين) الذي يعود إلى عهد السلطان يوسف أبي الحجاج.
والجدير بالذكر أن الجناح المجاور لساحة الإمبراطور شارلكان من جهة الجنوب، يحمل لوحة رخامية تذكارية تذكر أنه كان مقامًا للكاتب الأمريكي "واشنطن إيرفنج" عام 1829م، الذي اشتهر بكتابته "فتح غرناطة" و"قصر الحمراء".

الزاوية والروضة
وهناك منطقة مهجورة من القصر في جهة الغرب، كانت زاوية أو مصلّى فيها ميضأة وقاعدة مأذنة، وكانت خرائب الروضة مدفنًا لملوك بني نصر، ملوك غرناطة في جهة جنوب باحة السباع، وعُثر في الروضة على شواهد عدة لقبور تعود لملوك غرناطة.

المسجد والكنيسة
وحلَّ محلَّ مسجد الحمراء في وسط الهضبة في جنوب الروضة مبنى كنيسة سانتاماريا، وقد أمر السلطان محمد الثالث 1302م-1309م ببنائه وجعله، أفخم مساجد غرناطة.

نقوش الأبراج
زينت الأبراج بنقوش جميلة مثل برج الأسيرة Torre De La Cautiva الذي بناه السلطان يوسف أبو الحجاج.

جنة العريف
بالقرب من قصر الحمراء؛ وعلى بعد 1000م منه يوجد قصر جنة العريف، الذي شُيِّد في أواخر القرن السابع الهجري -الثالث عشر الميلادي-، ويقع شمال شرقي قصر الحمراء فوق ربوة مستقلة، ومن ورائه جبال الثلج، وقد غرست في ساحات القصر وأفنيته الرياحين والزهور الفائقة الجمال، حتى أصبح هذا القصر المثل المضروب في الظل الممدود والماء المسكوب والنسيم العليل، وقد اتخذه ملوك غرناطة منتزهًا للراحة والاستجمام.

قصر الإمبراطور شارلكان
قضى شارلكان على تراث الأندلس وآثارها، وهدم قسمًا كبيرًا من قصر الحمراء ليبني قصره عام 1527م، وتابع ولده فيليب الثاني (1556م -1598م) تخريب قصر الحمراء وتشويهه، وأدى الإهمال إلى الخراب، وفي عام 1590م حدث حريق ألحق الضّرر بهذا القصر الأثري، وفي فترة الغزو الفرنسي نسف الفرنسيون بعض أبراج قصر الحمراء، ومنذ منتصف القرن التاسع عشر أدركت إسبانيا أهمية هذا القصر وفائدة المحافظة عليه للسياحة، لقد قضى الإسبانيون على دولة غرناطة ولكن آثار العرب والمسلمين فيها ما زالت خالدة تبهج الأبصار وتملأ النفوس بمشاعر الحزن.



"ولو وصفنا الحمراء بكل صفات البذاخة والثراء والجمال والرونق، ولو سميناها حسب أهوائنا بدار المفاجآت، ثم ألفنا فيها الكتب المتعمقة والمدائح الطويلة والأشعار البليغة، لما خطر ببال من زارها وتنقل في أجنحتها وشاهد روائعها، أن يتهمنا بالمبالغة والإسراف، لأن الحمراء لا تُوصف ولا تُمدح، بل تُشاهد فقط، وأي ذاكرة تقدر على تسجيل واستحضار آلاف الصور والمشاهد الماثلة في كل مدخل ونافذة وزاوية".

هذا هو قصر الحمراء في غرناطة، أحد صروح العرب الخالدة في الأندلس، ذلك الفردوس العربي السليب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق